تأمل ! !
قول الله تعالى عن المنافقين : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ
الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ
بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ) الآية ( 17) من سورة البقرة
كيف قال ( بِنُورِهِمْ ) فجعله واحداً , ولما ذكر (ظُلُمَاتٍ) جمعها ,
لأن الحق واحد وهو - الصراط المستقيم - بخلاف الباطل , فإنها متعددة متشعبة
, ولهذا يفرد الله الحق ويجمع الباطل كقوله تعالى (اللّهُ وَلِيُّ
الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ) .
ابن القيم - رحمه الله
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : ثلاث هن راجعات الى أهلها :
المكر والنكث والبغي ، ثم تلا قول الله تعالى ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) (سورة فاطر:43)
وقوله تعالى ( فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نفسه ) (سورة الفتح:10)
وقوله عز وجل ( إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ) (سورة يونس: من الآية23)
ذكر الله عز وجل في كتابه العظيم ( المشرق والمغرب ) على ثلاثة أوجه :
أفردها جل وعلا حال ذكر التوحيد
( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً )
وثناها لما خاطب الثقلان (الإنس والجن)
( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ )
أظهر الأقوال :
أن لها مشرق من حيث الجملة في الصيف ، ومشرق في الشتاء ، ومغرب في الصيف
ومغرب في الشتاء وذكر الله حال إشراقها وغروبها في فصلي الصيف والشتاء
-والعلم عند الله- .
وجمعها في سورة المعارج لما تكلم عن الناس مجتمعين
( فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ *
عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ
مِمَّا يَعْلَمُونَ * فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ )
.
والله أعلم